المرأة الفلسطينية تكتسب الثقة بالنفس كصاحبة قرار داخل الأسرةبين نوفمبر/تشرين الثاني 2005، وفبراير/شباط 2006، عملت اللّجنة التقنيّة لشؤون النساء، الشّّريكة الفلسطينيّة لمنظّمة التضامن النسائي التعليمي من أجل الحقوق والتنمية والسلام (WLP)، مع مجموعة من 19 امرأة بين العشرين والثلاثين من العمر، على تطوير مهارات القيادة التّشاركيّة والتواصل الفعّال.
وبما أنًًٌٌََُّّ النّساء يجتمعن بشكل أسبوعي لتبادل الخبرات، فقد برز في النقاش موضوع متكرّر ألا وهو التحديات العديدة التي تواجههن داخل البيت، مع أزواجهنّ وأطفالهن، وآبائهن.
قالت إحدى المشاركات:
"عندما يأتي وقت اتخاذ قرار ما داخل أسرتي، لا أعبّر عن رأيي، وأبقى على صمتي". ثم وصفت مشاركة أخرى موقفها بالقول:
"لم أكن أعرف نفسي جيدا. كانت تعوزني الثقة بالنفس، ولم أكن قادرة على المشاركة في اتخاذ القرار لأنني شعرت بأنني مقيّدة بالأعراف الاجتماعية. " تعلّمت المشاركات خلال ورشة العمل مهارات أساسيّة في القيادة التّشاركيّة؛ مثل التّفاوض والإقناع، وبناء التوافق، وتقاسم المسؤوليّات والنّتائج. من خلال العمليّة، ازدادت ثقة المشاركات بالنّفس ووعيهنّ، فشرعن في مناقشة التّحدّيات التي تقابلهنّ في البيت.
شعرت روز* بأنها اكتسبت قدرة على العودة إلى العائلة لمناقشة مشروع في زيادة الدخل سبق أن عارضته عائلتها. قالت المشاركة:
"عندما اقترحت في البداية مشروع خياطة، عارضت عائلتي الفكرة بشدة. كنتُ شديدة الحرص على تنفيذ هذا المشروع، ولكنّني لم أعبّر عن رأيي. الآن، أثرت الموضوع مع عائلتي ثانية، وأنا مصمّمة على إقناعهم بقيمة المشروع. كانت ورشة عمل القيادة هذه بمثابة تجربة فريدة بالنسبة لي."جهدت فاتن* طويلا لتتواصل مع أطفالها ولتشاطر قيمها معهم. قالت واصفة تجربتها:
" يمكن أن يكون ذلك صعبا لأن المجتمع يجعلك تشعرين وكأن أطفالك ليسو لك بل لزوجك وعائلته. أشعر الآن بأنّني مهيّأة أكثر للتّعبير عن وجهة نظري حول كيفيّة تنشئة أطفالنا، وللمشاركة بفعالية أكثر في صنع القرارات داخل الأسرة."شعرت نور* بأنّها قادرة على التحدث مع زوجها وأطفالها حول كيفيّة تقسيم المسؤوليّات داخل البيت. أفادت بقولها:
"كنت أتقبّل الأشياء في البيت كما كانت عليه لأنّني لم أكن واثقة من نفسي. أشعر الآن بأني أكثر وعياً بالطريقة التي توزّع بها الأدوار والمسؤوليات، وأتناقش مع زوجي وأطفالي في كل المسائل."تبادلت المشاركات قصصهن خلال الاجتماعات الإسبوعيّة لورشات العمل. فشعرن بقدرتهن على المواصلة في تغيير حياتهنّ العائليّة، بفضل التشجيع والدّعم الذي تقدّمه المجموعة. وستستمرّ اللّجنة التّقنية لشؤون النساء في دعمها للمشاركات حتى تحققن أهدافهنّ خلال العام القادم.