شاهد عيان يروي قول يا ألم!!! قصص من واقع جرائم الحرب

في شمال قطاع غزة تجد قيادات وكوادر وشباب وفتية معظمهم حتى اللحظة معتقلين لدي مليشيات حماس والذنب هو أنهم ابناء لحركة فلسطينية رائدة‘ فتح‘ لم يسلموا من بطش حماس ولا من ممارسة شتي أنواع التعذيب والقتل بحقهم ، فكل واحد منهم عايش العذاب بأدق تفاصيله وصوره علي أيدي أناس لا تعرف الرحمة قلوبهم سوي الحقد الاعمي الذي افقدهم بصرهم وبصيرتهم ،يخطفون ويقتلون ويذبحون ويدمرون وينتهكون حرمات البيوت في منتصف الليل.

في أول أيام هذا الأسبوع وبعدما انتصف ليل تلك المنطقة التي يقع فيها منزلي لم يعد يسمع سوي خطوات قليلة لأناس متأخرين يجرون أقدامهم عائدين إلي منازلهم متعبين من يوم طويل حافل بالتعب والإرهاق، وهدوء تام لم تكسر سكينته سوي أصوات تلك الجيبات الأربعة والتي تسير بأقصى سرعتها وكأنها في سباق للسيارات، أصبح الشارع الذي ساده الهدوء يعج بالأصوات البعيدة الساخطة والغاضبة، في بداية الأمر لم نعرف أي من البيوت سيكون مصيرها الاعتداء والتفتيش والخطف إلا أننا توقعنا منزل من الذي حلت عليه اللعنة الحمساوية فكان بالفعل منزل احد قياديي حركة فتح في المنطقة الشمالية من قطاع غزة،عملية الاختطاف تمت كما أرادوا ، فلا صرخات أطفال استيقظت علي صرخات أمهاتهم أجيبت ولا كلمات رجال الخير في الرأفة والرحمة بل من سيتدخل سيكون مصيره كمصير غيره.

في تلك الليلة لم انم انتظرت طويلا حتى يبزغ النهار لأذهب إلي ذلك المنزل واعرف تفاصيل القصة الكامنة حول ما حدث الليلة الماضية عندما دخلت المنزل صعقت مما شاهدت مشهد ساقني بالذاكرة إلي الوراء ما كنت تفعله قوات الجيش الإسرائيلي في بيوتنا من تفتيش متقن ، فبعض النسوة أردن إعادة ترتيب ما تم تخريبه علي أيدي تلك الذين لا أجد مسمي أطلقه عليهم ، جلست أتفصح معالم البيت والصور المعلقة علي الجدران لهذا القائد الفتحاوي والذي طالما أذاق الاحتلال من مرارة من قوة تخطيطه وأساليبه في استدراج وملاعبة العدو ، كانت له صور مع القائد الرمز ياسر عرفات وأخري مع رموز بارزة من السلطة الفلسطينية كمحمد دحلان ممزقة علي الأرض لم اعد استوعب ما يحدث هل رموز وطنية وقيادات كانت في الصفوف الأولي تقاتل المحتل تساق بهذا الشكل اللا إنساني إلي سجون وزنازين حماس لممارسة اشد واقسي أساليب التحقيق النفسي والجسدي واتهامهم بالعمالة لصالح العدو الذي طالما سخر حياته لنبذ وكيد المحتل الغاصب لأرضنا.

تحدثت إلي زوجته الصامتة من هول ما رأت حاولت أن أهون عليها ولو جزء بسيط من الذي حدث معها فتقول : ‘ ليس هذه المرة الأولي التي يقتحمون بها منزلي بهذا الشكل ويتخطفونه ويمكث أياما طوال في معتقلاتهم دون أن نتمكن من معرفة حتى ولو خبر يطمئننا انه بخير، في المرة الأولي التي اعتقل فيها عاد إلي المنزل بعد خمسة عشر يوما ولون جسده ازرق من شدة العذاب، والكدمات التي حول عينيه التي كادت تفقده عينيه من شدة التعذيب، ما ذنب زوجي يعتقل بهذه الطريقة هل لأنه ابن لحركة فتح؟؟ هل ندفع ثمن انتمائنا لحركتنا الأبية لأجل حماس أيعقل ما يحدث بنا ، الذي أتمناه الان ان يعود زوجي سالما وأدعو الله أن ينجيه من بطش تلك الفئة التي لا تعرف ملة ولا دين‘ لم أفاجأ كثيرا من ردة فعل زوجة القيادي الفتحاوي فتداخلت احد النسوة والتي جاءت لمواساتها فهي الاخري تمر بظروف في ذات الظروف ولكن المختطف مختلف والخاطف واحد فتقول ‘ هذا أسلوبهم هو نشر الخوف والرعب في قلوب الناس وضرب كل من يقول لا في وجههم من حديد والتي يتوعدوننا بها، ابني معتقل لديهم لأكثر من خمسة أشهر متوالية في هذه اللحظة انفطرت الدموع من عينيها كنيران ملتهبة حرقت قلبها قبل خديها، اشتاق لابني كثيرا، متسائلةً ما الذنب الذي اقترفه ابني ليسجن ويقضي فترة من حياته في معتقلات لا تعرف رحمة ولا رأفة ولا إنسانية،مشيرةًُ إلي أن ابنها من المفترض أن يكون في الفصل الأخير من جامعته وهو علي أبواب التخرج فبدلا من أن يتخرج من جامعته يتخرج من سجون حماس وهو ملون بألوان العذاب الحمساوية!!!‘.

خرجت من ذاك المنزل وأنا بالفعل شاردة الذهن وتساؤلات كثيرة طرحتها علي نفسي علي أجد إجابة شافية لكنني لم استطع أن أجيب ولو حتى عن بعضها لم يحدث كل هذا بنا؟ هل هذه لعنة علي ابناء فتح الصابرين الصامدين في غزة؟ أم أن السلطة تضلل الطريق وتجعل الإنسان لا يستطيع حتى التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ أسئلة كثيرة اجتاحتني ولكنني لم أجد إجابة واضحة وصريحة..فهل من مغيث!!!